في مركز لإيواء النازحين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يحاكي عدد من الأطفال الفلسطينيين أداء مناسك الحج وسط أجواء من الفرحة، معربين عن آمالهم بـ"إحلال السكينة والسلام وإنهاء العدوان الإسرائيلي".
جاء ذلك في مبادرة نظمها متطوعون فلسطينيون لتعليم الأطفال كيفية أداء مناسك الحج، لخلق أجواء تخفف من ضغوطهم النفسية وتبعث الفرحة في نفوسهم، في ظل الأهوال التي يتعرضون لها جراء استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية للشهر 9 على التوالي.
وفي إحدى غرف مركز الإيواء، يطوف عدد من الأطفال حول مجسم للكعبة وهم يرددون "التلبية" (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).
وحُرم الفلسطينيون من سكان قطاع غزة من أداء فريضة الحج لهذا العام، بسبب الحرب المدمرة وسيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، ضمن عمليته البرية التي بدأها في مدينة رفح الحدودية مع مصر منذ 7 من مايو/ أيار المنصرم.
وإلى جانب حرمانهم من أداء فريضة الحج، تغيب الحرب المستمرة طقوس عيد الأضحى عن الفلسطينيين جراء ندرة توفر الأضاحي وارتفاع أسعار المتوفر منها في ظل انعدام السيولة لدى المواطنين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت نحو 122 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.