للكورد حضور بارز في مصر، إذ يتوزعون على محافظات عدة، ورغم انصهارهم في المجتمع المصري إلا أنهم لا زالوا محتفظين بإصولهم وعاداتهم وتقاليدهم. ويرجع انتشار الكورد بشكل كبير في هذا البلد مع تباشير الفتح الإسلامي لكوردستان، ومنذ ذاك الوقت أصبحوا جزءاً من المجتمع الإسلامي ومكوّن أساسي للحضارة الإسلامية، وتحديداً مع تولي القائد الكوردي صلاح الدين الأيوبي، الإمارة، حيث ساهم في توافد كبير للكورد إلى مصر، كرجال حكم وإدارة وقادة عسكريين وجنود وتجار، وحتى طلبة علم في جامع الأزهر.
ومنذ قيام الأزهر الشريف بجمع الطلاب الراغبين في العلم من كافة أنحاء العالم، كان للطلبة الكورد رواق خاص بهم في هذا الصرح العلمي بإسم (رواق الأكراد)، حيث يضم غرفاً للطعام وللنوم، إضافة إلى المكتبة، فهم يبيتون فيه ليل نهار بهدف دراسة العلوم الشرعية، ومن فترة تمت إزالة اللوحة واستبدلوها بأخرى تحت مسمى (رواق الأتراك).
وفي الآونة الأخيرة بدأ توافد الطلاب الكورد الى مصر وبالأخص الى (جامعة الأزهر)، بعد إعلان وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كوردستان العراق عن تأسيس (المعهد الأزهري) في أربيل يتبع (جامعة الأزهر) لدراسة المناهج الأزهرية منذ عام 2008 و المعهد هو الوحيد في عاصمة الإقليم، وفي العراق أيضاً.
والدراسة في المعهد مدتها 6 سنوات، يتم منح الدراسين فيها شهادة البكالوريا، بعدها يخير الطالب بين إكمال دراسته بجامعة الأزهر أو التحاقه بكليات ومعاهد الإقليم، وفي حال اختيار إكمال الدراسة في جامعة الأزهر؛ تتكفل الأخيرة بالمصاريف الجامعية وسكن الطلاب وتقديم الخدمات لهم في مدينة ( البعثات الإسلامية) بالقاهرة.
والجدير بالذكر أن شيخ الأزهر (الدكتور أحمد الطيب) خصص لمعهد أربيل الأزهري 25 مقعداً سنوياً.
من جانبه قال (محمد يحيى عزيز) ممثل الطلاب الكورد في الأزهر: إن عدد خريجي معهد أربيل الأزهري الذين يواصلون الدراسة حاليا بكليات جامعة الأزهر في شتى التخصصات؛ بنحو 65 طالباً، من ضمنها الدراسات العليا.
هذا ويبلغ إجمالي عدد الطلاب الكورد الذين التحقوا بجامعة الأزهر؛ 87 طالباً، منذ تأسيس المعهد في 2008.
كما أن عدد الخريجين من الطلاب الكورد منذ تأسيس (معهد أربيل الأزهري) يبلغ 44 طالباً في المجالات العلمية والأكاديمية كافة، بعموم كليات جامعة الأزهر، منها ( كلية الشريعة والقانون، وكلية الشريعة الإسلامية، وكلية الدراسات الإسلامية، وكلية اللغات والترجمة، وكلية أصول الدين، وكلية الدعوة، وكليات أخرى).
وأكد (محمد يحيى) أن للطلاب الكورد مشاركات فعالة في المهرجانات والمسابقات، والمجالس العلمية، الى جانب دراساتهم الأكاديمية في كليات الأزهر.
كما أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كوردستان؛ تولي اهتماماً بالطلاب الكورد الملتحقين بجامعة الأزهر، إذ ترسل سنوياً وفوداً الى مصر لإكمال إجراءات الالتحاق وتعزيز أواصر العلاقات بين معهد أربيل الأزهري ومشيخة الأزهر.