أخــبــار آراء الــبــرامــج الــحــلــقــة ريـــاضــة اتــصــل بــنــا مــن نــحــن
په‌خشی ڕاسته‌وخۆ

المحددات الفكرية والاطر السياسية للاتحاد الإسلامي الكوردستاني

 

  • سرهد احمد – كاتب وصحفي كوردي

 

ليس يسيرا الخوض في المحددات الفكرية والاطر السياسية للاتحاد الإسلامي الكوردستاني، فهناك طروحات إيديولوجية مدونة وحصيلة من التجارب المسجلة، تراكمت على مدار 24 عاما، شكل بعضها نواة لتأسيس الحزب، ومنهجية يمارس من خلالها نشاطه الدعوي والسياسي، والبقية من تلكم الطروحات والتجارب راكمها الحزب بفعل الخبرة الطويلة في ميداني التنشئة والمواقف السياسية.

   ويصوغ منظرو الحزب المحددات الفكرية ومحتواها، متوخين تجاوز الانغلاق والجمود استجابة لمقتضيات العصر .

   والمحددات الفكرية لاي حزب سياسي - بالاخص إذا كان حزبا عقائديا - هي بمثابة البوصلة التي تنظم سلوك الحزب وتضبط توجهات أفراده، وتدرأ عن الحزب مخاطر التشظي والتقلب في المواقف والخيارات.

    ويسجل الاتحاد الإسلامي الكوردستاني في أدبياته أهم محدد فكري، وهو المهمة التي تأسس لاجلها دون نكوص، وذلك على لسان أمينه العام الحالي الاستاذ (صلاح الدين محمد بهاء الدين)، في كراس بعنوان (توجيهات ميدانية صادرة في 1998) قائلا: "لقد جاء تكليفنا هذا بمهام الدعوة إلى الخير والهداية وإلى الرشاد وقدوة الناس في الإحسان والإصلاح.. جاء هذا بقدر الله وتكريمه (سبحانه) حيث اختارنا بين قومنا ليتفضل علينا بنعمة الإيمان أولا، والاستقامة ثانيا، والاخوة الإيمانية ثالثا.. ثم شرفنا بهذا التكليف الكريم ندعو الناس إلى الخير، ندعو بني قومنا وأقربائنا وأبناء وطننا وشعبنا إلى طريق الرشاد والسداد، نحمل إليهم الخير ونعمل فيهم بالخير ونقول لهم الخير.. وهذا كله مهمة الرسل (عليهم الصلاة والسلام)".

   إذن هو ذا المحدد الفكري والعقائدي اللامتغير، أي إن "الوظيفة الأساسية هي هداية الناس والدعوة إلى الله"، وقد قام الحزب طيلة ما يقرب من ربع قرن بتنشئة أفراده وتربية المنتمين إليه على تلك المفاهيم، ومداومته على ترسيخها في أذهانهم وتعزيزها في نفوسهم.

   وأما الاطر السياسية للاتحاد الإسلامي الكوردستاني، فيقصد بها الثوابت التي تدور المتغيرات في فلكها.

   فالممارسة السياسية هي العملية الاساسية المصاحبة لاي تشكيل عضوي قانوني يسمي نفسه حزبا، وتختلف الممارسة السياسية من حزب لآخر، كل حسب المفاهيم والايديولوجيا التي نشأ عليها.

   ففي الاحزاب العقائدية كالاتحاد الإسلامي الكوردستاني تتأطر ممارسة السياسة بالمحددات الفكرية والثوابت العقدية.

   ونقتبس نموذجا من أدبيات الاتحاد الإسلامي لما تقدم ذكره، حيث يقول الامين العام الحالي للحزب في نفس الكراس الآنف الذكر: "الشائع في العمل السياسي عند القوم هو القدرة على اللف والدوران والخداع والتآمر وتفويت الفرصة على الناس ولو لمصلحة حزبية قليلة الاهمية، ولكننا نمارس نهجا أخلاقيا متميزا في العمل السياسي شعاره الإخلاص والصدق والوضوح والصراحة، بعيداً عن كل ما ابتليت به الساحة السياسية، وقد لمسنا نجاحا فائقا في نهجنا - مع حداثته واستغراب الآخرين منه – ولا يجوز لنا التخلي عن منهجيتنا الاخلاقية لغرض حزبي أو تحصيل مصلحة معينة لانها من ثوابت إسلامنا".

   ويضيف: "غايتنا في العمل السياسي هي تمكين المشروع الإسلامي الجامع الذي هو تعبيد الناس لرب العالمين وتحقيق غاية الخلق، وهي العبودية لله وحده، وإن المسلمين يناضلون للتمكين السياسي وتحكيم شرع الله بحفظ ثوابته وحسن التعامل مع المتغيرات".   

   والاتحاد الإسلامي الكوردستاني ترجم عمليا مضامين الثوابت والمتغيرات في العمل السياسي، وظهر ذلك بجلاء في جميع المواقف والقرارات التي اتخذها والخيارات التي تبناها.

   فسعيه الدؤوب لرأب الصدع السياسي والتقريب بين الفرقاء السياسيين في الإقليم يأتي عملاً بالقاعدة القرآنية "والصلح خير" والقاعدة الفقهية "درء المفاسد وجلب المصالح"، لان في الخلاف مفسدة عظيمة تبدد مصالح الأمة، سيما وأن الكورد أمة مقسمة الأرض ومشتتة الشعب.

   وواجه الاتحاد الإسلامي الكوردستاني في هذا السبيل ضروبا من التحديات وكما عظيما من المضايقات، لكنه تجاوزها بجدارة وهو يردد: "ليس سهلاً على داعي الخير أن يرسم خطة سيره وينظم خريطة عمله في وسط كهذا، وسط اختلطت في الأوراق وازدحمت في الاصوات والنداءات وكثرت فيه الشعارات، والكل يدعي الجدارة والريادة في خدمة قضايا الشعب"

 

. مواضیع ذات صلة
  • لماذا لا لحل الدولتين؟!

    يطالب الفلسطينيون والعرب في مؤتمراتهم العلنية بما يسمى (حل الدولتين)، وهو المصطلح المتداول لغرض إثبات دعم القضية الفلسطينية، والذي لم يثبت حتى الآن رغم حجم الدعم المعنوي الجماهيري أولاً، ثم  الرسمي العربي في المؤتمرات، وبعض الرسمي الغربي للشعب الفلسط

  • الحرب على غزة والنفاق الدولي

    الحرب على غزة تكاد تتجاوز النصف الأول من عامها الأول، والاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في إبادته الجماعية بحق المدنيين العزل، من خلال ارتكاب المزيد من المجازر، وتدمیر المنشآت والمدن، وانتهاج سياسة التجويع. والنقطة الجوهرية؛ أن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أ

  • معايير الشفافية

     تعدّ الشفافية من أهم معايير ومرتكزات الحكم الرشيد، وتعتبر دعامة أساسية للمعايير الأخرى؛ كالمشاركة، والمساءلة، والكفاءة، والفاعلية، والنظام الرقابي الفعال، إذ هي تعني – في أوضح معانيها – التدفق الحر للمعلومات، وإتاحتها لكل المؤسسات والجهات المعنيّة،