غازي سعيد - قيادي إسلامي كوردي
بعد صرف الكثير من الجهود والطاقات والامكانات المادية والمعنوية وبعد موسم ملئ بالحيوية والنشاط في ادارة العملية الانتخابية ظهرت النتائج عكس توقعات الكثيرين وانطلاقا من الرؤية القرآنية التي تدعوا الى العدل والانصاف في الحكم على الامور الحياتية بحلوها ومرها وبمقدماتها ونتائجها وتدعوا الى اعطاء كل شئ ( مادي أو معنوي) بما يستحقه دون زيادة أو نقصان لقوله تعالى ( واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير واحسن تأويلا)
وانطلاقا من هذه الرؤية اعتقد ان هناك ثلاثة اسباب ادت الى حصول هذا التراجع في الاصوات وهي:
1- القرصنة والتزوير: من البديهيات ان الديقراطية في منطقتنا ليست مطلقة بل محكومة بمصالح القوى العالمية والاقليمية وما مصر وسوريا واليمن عنا ببعيد فلابد من العمل على مسارين اولها الانفتاح على اصحاب القوة والنفوذ داخليا وخارجيا واقامة العلاقات على اسس المصالح المشتركة وتبديد مخاوف الاخرين تجاهنا وثانيا العمل على تحقيق المزيد من الحرية والديمقراطية واتخاذ مواقف جماعية وجريئة للحد من هذه الاجراءات الظالمة والمشينة وتقديم الطعون في النتائج ونتخذ كافة الاجراءات القانونية ضد عمليات التزوير والقرصنة. ولكن يجب ايضا ان لا نيأس ولانستسلم للواقع ولانقدم على الانسحاب من العملية السياسية كما يطالبه البعض أو ننجر الى مالا يحمد عقباه أو ان نغير مسارنا السياسي المدني اشباعا لعواطف ورغبات أخرين.
2- مقاطعة الجمهور للعملية السياسية وعدم المشاركة في الانتخابات بسبب الوضع الاقتصادي المزري واليأس من الطبقة السياسية ومن الاصلاح والتغيير، وهنا ينبغي ان ندرك أمرين : ( ان هناك اعلاما موجها تدار في الخفاء من قبل الطبقة الفاسدة تدعوا الى تبنى هذا الموقف السلبي - وان هذا الموقف يخدم احزاب السلطة ويحافظ على مصالحهم وبقاءهم) فلابد من العمل الجاد في المرحلة المقبلة على ايقاظ الوعي لديهم واشراكهم في عملية التغيير وأن موقفهم هذا يخدم مصالح الفاسدين ويطيل بقاءهم وإلا فالقادم أسوأ .
3- ادارة الحملة الانتخابية: لابد ان نعترف بالواقع اولا وبكل صراحة ووضوح ولا نحاول اخفاء الحقائق عن تنظيماتنا وجماهيرنا
ونحدد الاسباب ونراجع مواقفنا وخطابنا السياسي وطبيعة ادارتنا للحملة الانتخابية ونشارك الكوادر في عملية الفحص والتقييم للخروج بنتائج تخدم بقاءنا واستمراريتنا في المرحلة المقبلة.
ويجب ان نرفض التوجهات التي تدعوا الى السطحية في التقييم والاحادية في التفكير والنأي بالنفس من الخوض في الدراسة المعمقة والاسباب المتعددة لهذا التراجع وتعلق كل ما حصل بمسألة التزوير وسرقة الاصوات فقط.